مصطلح جمبازي وصفة (الجمبزة)
هما مصطلحان أو صفتان دارجتان لدى البحارنة , وقد يكونان هاذين المصطلحين أو هاتين
الصفتين دارجتان بين شعوب الخليج والمنطقة يقصدون بها الشخص المتقلب والمنافق وقد
يكون أقرب معنى لها "الإنتهازي"! صاحب الحيلة الذي يصطاد الفرص ويتحينها
ويخدع الناس من أجل مصالحه .
ولقد تتبعت هذه
الكلمة أو "المصطلح" سمها ماشئت , في اللغة ومراجعة عدد من قواميس اللغة
العربية فجائت النتيجة كالتالي :
في قاموس المعاني :
جُمْبازِيّ ( الجذر: جُمْباز - المجال: رياضة وهوايات ) : جُمْبَازِيّ , رِيَاضِيّ
في كتاب يُدعى : معجم عطية في العامي والدخيل
، كلمة جنبازي أو جمبازي - جنبازي : أخذها العامّة من (جانباز) الفارسية ، وهم
يطلقونها على من يتصدى بالمواطأة مع البائع لمشتري شيء يريد غيره أن يشتريه فيزيد
في ثمنه ليوهم المشتري أن ما يساوم لأجله
له قيمة أكثر مما يظن ، حتى إذا بلغت السلعة ثمنا فاحشاً يتملص من تبعتها فتلزم
المشتري . وقد ترجمتها (والكلام للمؤلف) بالناجش ، كما ترجمت (الجنبزة) بالنِّجاشة
.
يقال : نجش الرجل في البيع ينجش نجشا : واطأ
رجلا يريد بيعا أن يمدحه ، أو هو : أن يريد الإنسان ان يبيع بياعة فيساومه الآخر
فيها بثمن كثير لينظر اليه ناظر فيقع فيها ..
وأصل معنى النجش : الإستتار ؛ لأن صاحبه يستر
قصده لكي يخدع غيره ، ويكون متواطئا سرّا مع البائع
إذا نستخلص بأن الكلمة في معناها العامي
يقترن معناها بالشخص الكذاب والمتقلب وصاحب الفرص الإنتهازي صاحب المصلحة أو يعمل
لدى صاحب مصلحة , وبإسقاط هذا المعنى على عدد من الشخصيات العامة المتواجدة في
الساحة البحرانية وخصوصاً وجوه الثورة ! (على إفتراض)!! نجد هؤلاء الجمبازية كُثر
, تعرفهم بتقلب مواقفهم وتبطّحهم السياسي على بساط المراوغة وإصطيادهم للفرص ,
وللأسف كم من حشد جماهيري يحتشد لسماع أقوال هؤلاء الجمبازية وأنا حقيقةً لاأعلم !
أهل إجتماع الناس حول هؤلاء الجمبازية وتصديق عباراتهم والتصفيق بحرارة لهم ينم عن
جهل بواقع هذه الشخصيات المتقمصة أم هو نوع من أنواع ملئ فراغ السياسي المُحدث ومن
باب التسلية ؟.
كمثال :جميعاً نعلم بأن المهرج يخرج لإضحاك
الناس وإدخال السرور والدهشة بعض الأحيان في قلوب الجماهير ونحن على يقين بأنه
يصطنع حركاته وتصرفاته وإيمائآته وحتى سقطاته المؤلمة أحياناً حتى نضحك معه أو
ربما عليه في الغالب ! , ولكن نظل نضحك ونصفق له بحرارة وبعض الأحيان يأخذنا
الحماس الممزوج بالخيال بعيداً لتصديق ولو للحظة من الزمن بأن هذا المهرج كل
حركاته واقعيه وليس تهريج.
إن الله سبحانه وتعالى ذكره , قد كرم بني آدم
وفضّلهم على كثير من الخلق وأعطاهم العقل والتدبُر والحكمة ومن خلال هذه النعمة التي
منّ الله سبحانه وتعالى ذكره , نُميّز بين الخبيث والطيب بين الصدق والكذب بين
الرجل المخادع والرجل الصادق , فكيف لنا أن نميل وراء بعض المرتزقة الجمبازية الذي
يتقمصون دور رجال الثورة , وفي قرارة أنفسنا نعلم بأنهم على جانبها النقيض تماماً ,
بل كيف لنا أن نصفق لأشخاص لايهمهم سوى مصالحهم التي يريدون تحقيقها عبر أجساد
المصفقين الملتفين حول مسرح الهزل السياسي !
المواقف الثورية كفيلة بفضح سريرة هؤلاء الذي
يساهمون بطريقة وبأخرى لإستمرار الظلم الواقع على الشعب , فحينما نضعهم على
الميزان والمحك الثوري نستخلص كم من ذنب شارك فيه هؤلاء حينما شرعوا القوانين الوضعيّة
الظالمة التي تقع على شبابنا وكم إجتروا التهم الإرهابية والتطرف وأسقطوها على
المخالفين لهم من أبناء جلدتهم وأخوتهم وغدو سيوف مسلطة بيد الظالم تراوح على رقاب
الشباب وعلى متن الثورة فلم يبقى منبر سياسياً أو دينياً أو محفلاً إجتماعياً إلا وينزوُن
عليه , يبثون الخنوع ويشرعون الخضوع أشاعوا الوهن وألبسونا رداء الهزيمة وتركوا
ثورتنا المباركة بين سندان توثيق الجرائم ومطرقة الندبه واللطم على الحال .
يتخافتون بينهم حب الظالم وأسروا النجوى
بتحريف مسار قطار الثورة المندفع بإتجاه الهدف , يتقافزون الى الظالم باطناً وظاهراً
يتمنون مصافحة أيدي الظلمة !
رجال الثورة مقياسهم حرارة الميدان لا حرارة
مصافحة يد الخوان , حتى بلغ بهؤلاء الجمبازية الإثم مَبَاَلَغه ووصلت فيهم الوقاحة
ذروتها حينما أعطوا أنفسهم صفت المتحدث بإسم الرب وإنهم سره المستودع وإنهم باب
الله الذي يؤتى منه ورموزهم أصحاب الصراط يقسمون الناس بين الجنة والنار , لديهم
صكوك الغفران والنيران يدخلون هذا الجنة بهواهم الحزبي ويخرجون ذلك من الجنة
ليكبكبوه على وجهه في حُمّة نيران سقر, وهم القسماء بين الناس يقسمون بين هذا شهيد وهذا
(مغدور به) وهذا ليس شهيد ... إلخ من الترّهات الحزبية المريضة المُخالطه بالغرور
والتعويض عن النقصان في الذات بالعجرفة والغطرسة, لم يبقى لهم باب لم يطرقوه
ينشدون الناس بيعتهم لمبادئ الإنبطاح للحزب وللكاهن والعراب الحزبي لهم في كل طريق
صريع يحسبون أنفسهم من حزب الله الغالبون وهم في الحقيقة حطب النيران وحزب الشيطان
الخاسؤون , يتقافزون لصيد الجوائز وحصد الفوائد على حساب الغير يتدابرون مهرولين
في المصائب يأرزون على أدبارهم القهقرة كما تأرز الحية على ذنبها , لهم فحيح من
جحورهم كما فحيح الثعبان المجلجل عند الخوف , لهم عواء الذئب على أخوتهم , لهم مكر
الثعالب يعرفون كيف ومتى يهرولون متاجرين ببضاعةٍ
مزجاة كاسدةٍ فاسده .
** ضاع القلم في موج تعابيره حينما جاء لوصف
هؤلاء وحتى بنات الفكر أبينَ أن يحضرن ليسعفوا قلمي حينما عرفن أي الناس
مكراً أريد أن أصف!!!!!
يضيع الوقت علينا والدماء النازفات على
جُنبات شوارع البحرين مستمرة فمتى سوف ننتفض من غبار الجمبازية تُجّار الكلام ؟ الجميع
مسؤول أمام الله وأمام التاريخ ولعنة الأجيال القادمة سوف تلاحقنا لعنةٌ لن يفكك
طلاسمها تلاوة الكاهن ولايُعمّدها عراب المعبد الحزبي حينما إتبعنا هزل السياسيين
وتهريجهم فوق خشبات المسرح الجمبازي .
إتبعنا الجمبازية وفضلنا ان نعيش في كنف
الوهن وشريعة التوثيق والبكائيات واللطميات ودعونا المجتمع الخارجي لحفلة الردح و
اللطم معنا, بينما السماء تحصد أرواح زهور
الوطن التي مزقت أشلائها طلقات الغدر وسياط التعذيب والمجرمين , تركنا هذه الدماء تنساب بين طريق وطريق.. ونحن نتقافز
ونتسابق ونتزاحم في ساحات المهرجان "فكهين"
هاربين من الواقع السياسي والإستحقاق الثوري إلى تهريج الجمبازية!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق